إذاعة كل اليمنيين

جنوب الوطن المحتل: “بين الطموح السياسي والخصوم”

شكلت الخصومات القائمة بين عدد من المكونات السياسية في عموم اليمن وفي الجنوب خاصة عائق اساسي أمام تحقيق الطموحات السياسية في جنوب اليمن.

فماجذور هذه الخصومات وكيف تسهم في رسم معالم اليمن اليوم؟
فيما يتوالى النزاع السياسي فصولًا منذ تسعينات القرن الماضي في عموم اليمن مرورا بـ الحراك الجنوبي عام 2007 والذي تلاه ثورة 11فبراير 2011 وصولا الى مؤامرة الرياض بالمبادرة الخليجية المبنية على اساس حكومة وفاق وحوار وطني الذي من ضمن فصوله حل القضية الجنوبية، وقضية الحروب الست في صعدة

هنا برزت حدة الصراع السياسي الذي ظاهره
توافق يمني يمني في موڤنبيك صنعاء وباطنه تخلي عدد من المكونات السياسية عن القرار بالتبعية لمجلس التعاون الخليجي وتحديدا الرياض ابوظبي الذي يقف خلفهما ويدفع بهما قوى الهيمنة والاستكبار الامريكي البريطاني وفق مخطط يهدف الى تقسيم اليمن الى ستة اقاليم منها اربعة شمال اليمن واثنين جنوبه ليلحقه نشر الفوضى تنتهي بالاحتلال المباشر والغير مباشر.

هذا الحراك السياسي في موڤنبيك الذي تم ادارته بأجندات مشبوه نفذتها ادوات عميلة فضحها وعراها مكون “انصار الله”والى جانبه احرار من تلك المكونات السياسية التي انسلخت عن الثابت الوطني بالتبيعة والانبطاح.

لينتهي حوار موڤنبيك بثورة اعادة صياغة المشهدالسياسي اليمني وإعادة كيان الدولة على اساس الثوابت الوطنية “سيادة،قرار،حرية،استقلال” في يوم الـ 21 من سبتمبر 2014 الذي مخاضه مولد يمن جديد … حمل على عاتقه كل هموم الوطن والتي في مجمله همومه القضية الجنوبية … كون قضية الجنوب ومستقبله السياسي اصبح أحد أبرز التحديات التي تواجهها البلاد.

ونظرا لمشروع المسيرة القرآنية لمكون انصار الله وتمسكه بالثوابت الوطنية لاستقلال الدولة بالقرار ورفضه التبعية والى ادرك قوى الهيمنة الدولية وادواتها الإقليمية سقوط ادواتها في الداخل الذي معه تسقط كل مشاريعها… لم يبقى لها سوى
التدخل العسكري المباشر بإعلان الحرب على اليمن في الـ 25 من مارس 2015م بتحالف دولي اعلن من واشنطن تقوده السعودية وبالتالي أثر هذا العدوان بشكل مباشر على مجريات الأحداث في جنوب اليمن من
حيث فرصة إعادة تحديد معالم علاقة الجنوب بما يسمى شرعية وحكومة شرعية من ناحية وسائر مناطق البلاد من ناحية أخرى لتخرج مجمل القضية الجنوبية بمطالب الحراكات الجنوبية التي برزت بين المطالبة بالتمتع بقدر أكبر من الاستقلالية ضمن دولة يمنية موحدة او يمن اتحادي إلى الانفصال التام وإحلال دولة جنوب اليمن المستقلة ما قبل 22 مايو 1990م

في كل هذا برزت دعوة مكون انصار الله ممثلة بقائدها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي دعوة اخوية الى حل القضية الجنوبية حلا عادلا.

إلا انها لم تلقى قبولا… ويرجع ذلك الى أسباب عدة أهمها:
ـ النظام السابق وما خلفه من
من اقصاء وتهميش على المستوى السياسي والعسكري والاجتماعي.
ـ تعدد المكونات السياسية المطالبة باستقلال الجنوب
التي لم تلتقي عند هذا القاسم المشترك.
ـ تدخل تحالف العدوان المباشر في توسيع فجوة الخلاف بين مختلف المكونات السياسية الجنوبية.

وهذا لم ينطبق على مكون الجنوب السياسي الذي وجد في صنعاء مساحة كبيرة اتاحت له فرصة ممارسة حراك سياسي قائم على الثوابت الوطنية المناهضة للعدوان ومؤامرة الاحتلال.

ختاما للقارئ الكريم استنتاج
مالات الخصومات السياسية
وكيف أسهمت في رسم معالم اليمن اليوم.

✍️ عبدالله أبو زكريا

قد يعجبك ايضا