بالصور :القائم بأعمال رئيس الوزراء يشارك في إطلاق برنامج تعزيز الصناعات القطنية
شارك القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء العلامة محمد مفتاح، في فعالية إطلاق برنامج تعزيز الصناعات القطنية، الذي تنفذه الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر، بالتنسيق مع وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية، بأمانة العاصمة.
وفي الفعالية، أكد العلامة مفتاح أن إطلاق البرنامج يمثل خطوة مهمة في مسار مراجعة الذات اليمنية المنتجة، مشيرًا إلى أن المجتمع اليمني، خصوصًا في الأرياف، لم يعرف البطالة في فترات سابقة، حيث كان لكل فرد دور فاعل في منظومة الإنتاج الأسري. ولفت إلى ما تعرضت له منظومة القيم الإنتاجية خلال العقود الماضية من تآكل وتدمير ممنهج لصالح ثقافة استهلاكية أضعفت روح الاعتماد على الذات.
وأعرب القائم بأعمال رئيس الوزراء عن تقديره ودعمه لهذه المبادرة التي تنسجم مع التاريخ الإنتاجي العريق لليمن، المعروف بإنتاج وتصدير أجود الملبوسات عبر العصور، مستشهدًا بوصية الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن يُكفّن بثوبين يمانيين سحوليين، تكريمًا لهذه الصناعة وأهلها.
وأوضح العلامة مفتاح أن المجتمع اليمني انتقل من حالة الإنتاج والاكتفاء إلى الاستهلاك الشامل، مؤكدًا أن مواجهة هذه الثقافة تتطلب إعادة بناء منظومة القيم وإحياء الروح الإنتاجية داخل الأسرة والمجتمع ومؤسسات الدولة، بما يسهم في بناء دولة منتجة وقادرة على النهوض الاقتصادي.
وأشار إلى أن الحكومة تعمل حاليًا على مراجعة وتطوير المنظومة التشريعية والمؤسسية، وتهيئة بيئة محفزة للعملية الإنتاجية في مختلف القطاعات، بما يخدم الاقتصاد الوطني، مؤكدًا أنه لا يمكن تحقيق استقرار اقتصادي حقيقي دون النهوض باقتصاد الفرد والأسرة والمجتمع.
وشدد القائم بأعمال رئيس الوزراء على أهمية التركيز على إنشاء المعامل الصغيرة وتوطين الصناعات القطنية لضمان تطورها واستدامتها، داعيًا إلى إعادة الاعتبار لثقافة الإنتاج واستثمار خيرات الوطن بما يحقق الاكتفاء الذاتي ويفتح آفاق التصدير.
ودعا رجال المال والأعمال إلى تجاوز منطق الربح السريع القائم على الاستيراد، والتوجه نحو الاستثمار في الإنتاج والتصنيع الوطني، انسجامًا مع توجهات ثورة 21 سبتمبر الهادفة إلى توطين الصناعات وتحويل اليمن إلى قاعدة صناعية مكتفية ذاتيًا وقادرة على التصدير، مؤكدًا أن ذلك يتطلب شحذ الهمم والعمل الجماعي الجاد.
وتوجه العلامة مفتاح بالشكر للقائمين على إعداد البرنامج، ولكافة العاملين والعاملات في مواقع الإنتاج المختلفة، مؤكدًا أنهم يحظون بتقدير واهتمام قائد الثورة والقيادة العليا للدولة. كما أشار إلى أن الحكومة ستعمل على تقديم التسهيلات والدعم والترويج للمنتج الوطني، موجهًا وسائل الإعلام الرسمية بتخصيص إعلانات مجانية للمنتجات الوطنية وإفراد مساحات تسهم في تعزيز قيمتها المجتمعية.
وأكد دعم وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار للمنتجين من خلال الارتقاء بجودة المنتجات، داعيًا المشرفين على البرنامج إلى إيلاء جانب التأهيل والتدريب اهتمامًا كبيرًا.
وفي الفعالية، التي حضرها أمين عام رئاسة الجمهورية حسن شرف الدين، والقائم بأعمال وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار سام البشيري، ونائب وزير الإعلام الدكتور عمر البخيتي، أعلن أمين العاصمة الدكتور حمود عباد عن تقديم دعم للهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر بقيمة 600 مليون ريال، تُمنح كقروض ميسرة للأسر العاملة في مجال المشاريع الصغيرة والأصغر.
وأوضح عباد أن أمانة العاصمة ستعمل على إنشاء مراكز مخصصة لتسويق منتجات الأسر المنتجة، مشيرًا إلى أنه سيتم خلال الأشهر القليلة القادمة افتتاح أحد هذه المراكز، إضافة إلى اتخاذ جملة من القرارات التنفيذية، أبرزها عدم منح أي تصريح لإنشاء مراكز تجارية (مولات) إلا بعد الالتزام بتخصيص أركان لتسويق منتجات الأسر المنتجة.
وأكد أمين العاصمة أن الأمانة ستكون شريكًا فاعلًا في دعم المشروعات الصغيرة والأصغر، باعتبارها ركيزة أساسية لبناء اقتصاد وطني منتج يسهم في خفض فاتورة الاستيراد وتعزيز دورة الإنتاج المحلي، لافتًا إلى أن أمانة العاصمة تمثل أكبر تجمع سكاني، ما يؤهلها لتكون حاضنة رئيسية للصناعات الوطنية.
وأشار إلى أن الصناعات القطنية لا تزال تعاني من عدم اكتمال حلقات سلسلة القيمة، نظرًا لاعتمادها على استيراد المواد الخام، ما يستوجب استكمال الرؤية الخاصة بتوطين إنتاج وتصنيع المنتجات القطنية محليًا، داعيًا الجهات المعنية إلى القيام بدورها في هذا الجانب.
من جانبه، أكد رئيس الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر أحمد الكبسي أن تدشين برنامج تعزيز الصناعات القطنية يمثل انطلاقة لمسار جديد ضمن مسارات الاكتفاء الذاتي في إطار الجبهة الاقتصادية، التي تمس حياة كل مواطن وتتطلب تكامل الجهود من أعلى مستويات القيادة إلى القاعدة المجتمعية.
وأوضح الكبسي أن الهيئة تسعى إلى توطين الصناعات وتحقيق الاكتفاء الذاتي كواقع عملي، مشددًا على أن التمكين الاقتصادي لا يمكن أن يحقق أهدافه دون تكامل الشراكة بين مختلف الجهات. وأكد أن الهيئة، بالتنسيق مع شركائها وتحت مظلة اللجنة الوطنية للتمكين الاقتصادي، تعمل على تحويل كل منزل إلى خط إنتاج، وكل حي إلى مصنع، باعتبار التمكين الاقتصادي مسؤولية جماعية.
وأشاد بجهود وحدة تمويل المشاريع الزراعية والسمكية، وأمانة العاصمة، واللجنة الوطنية للتمكين الاقتصادي، والهيئة العامة للزكاة، معربًا عن أمله في إحداث نقلة نوعية في مجالات التدريب المهني والفني بما يسهم في تحقيق الأهداف المنشودة.
وتخللت الفعالية، التي حضرها عدد من وكلاء الوزارات والمسؤولين، استعراض دراسة برنامج تعزيز الصناعات القطنية، إلى جانب فقرات توعوية ركزت على أهمية التمكين الاقتصادي والاكتفاء الذاتي.
وعقب ذلك، اطلع القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء ومرافقوه على معرض المنتجات القطنية اليمنية، التي أُنتجت بجودة عالية ومواصفات تنافس المنتجات المستوردة، حيث قدمت ست علامات تجارية محلية نماذج متنوعة من المنتجات القطنية.
وفي ختام الفعالية، جرى تكريم المشاركين والمشاركات في برنامج تعزيز الصناعات القطنية.
