إذاعة كل اليمنيين

الصرخة في توجيه بوصلة العداء نحو العدو الحقيقي للأمة

من مميزاته التي هي في غاية الأهمية: أنه ثبَّت بوصلة العداء نحو العدو الحقيقي للأمة: لأن الأمة شهدت حربًا ثقافية ودعائية وتضليلية في هذه النقطة، سعى الأعداء لصرف حالة العداء والسخط، نحو من يمثلون عائقًا أمامهم في داخل الأمة،

حاول الأمريكي أن يحوِّل حالة العداء والسخط في داخل الأمة، إلى أعدائه الذين يشكلون عائقًا أمامه من داخل الأمة، إلى أحرار هذه الأمة، إلى الذين يتصدون لمؤامراته ومخططاته، حتى ضد المجاهدين في فلسطين، أن يتم الحديث عنهم بطريقة مشوهة ومسيئة، إلى غير ذلك.

من مميزاته المهمة جدًا: أنه يحصن الأمة من الاختراق، ويتصدى لمساعي التطويع والموالاة:

لأن من أكثر ما ركز عليه الأعداء: أن يحولوا هذه الأمة إلى حالة التطويع، أن تكون مطيعةً لهم، منقادةً لهم، خاضعةً لأمرهم، متجهة لتنفيذ مؤامراتهم، وأن تكون مواليةً لهم، وأن توجه كل إمكاناتها، كل طاقاتها، كل جهودها، لخدمتهم، ولمصالحهم، على حسابها هي، على حساب استقلالها، حريتها، كرامتها، عزتها، دينها، ودنياها وآخرتها.

الشعار، والمشروع القرآني بكل عناوينه، وببرنامجه العملي: هو يحصن الأمة من الاختراق، يتصدى لمساعي الأعداء في ذلك؛ لأنه يُحَرِّك الحالة العامة الشعبية ضد الأعداء، في حالة من التعبئة وتوجيه السخط نحو الأعداء، وفضح مخططاتهم أولًا بأول، وكذلك تجاه مساعيهم في أن يهيئوا الظروف لتقبل الدعايات المخادعة، التي يحاولوا أن يخدعوا بها الشعوب، مثل: عنوان التحرير، جعلوه عنوانًا للاحتلال، وعنوان حقوق الإنسان، وعنوان الديمقراطية، وغيرها من العناوين التي كانت مجرد عناوين زائفة، وكان وراءها الاستهداف، والشر الكبير الذي يستهدف أبناء هذه الأمة.

من مميزات هذا المشروع: أنه فضح الحكومات العميلة والزعماء العملاء:

الذين جندوا أنفسهم مع الأمريكي والإسرائيلي، ولخدمة مؤامرات الأمريكي والإسرائيلي ضد أبناء الأمة، وهم لم يطيقوا هذا المشروع، وتوجهوا بالعداء الشديد له، والمحاربة الشديدة له.

كما أنه فضح التكفيريين وكشف حقيقتهم، وهم كذلك لم يطيقوا هذا المشروع القرآني، ولم يتحملوه البتة، وحاربوه بكل شدة، وتجلى واقعهم على نحو ما فضحهم الله في كتابه الكريم، في قوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}[المائدة : من الآية 52].

من مميزاته: أنه في الاعتبار الشرعي، في ظل مسؤولياتنا الإيمانية، والتزاماتنا الإيمانية والدينية، براءةٌ من أعداء الله المستكبرين:

وهذه مسألة مهمة جدًا؛ لأن الزعماء، والحكومات، والأنظمة، أكثرها اتجهت للولاء للأعداء، والتحالف معهم، والطاعة لهم، والمشاركة لهم، في برنامجهم ومؤامراتهم التي تستهدف المستضعفين، التي هي كلها ظلم، وطغيان، وعدوان، وإجرام، والحكومات انطلقت من واقع سيطرتها على الشعوب، من واقع ما تمتلكه من قرار وإمكانات هي للشعوب نفسها، لتوظفها في خدمة أعدائها.

هنا كان من المهم أن يكون هناك موقف يعِّبر عن الأمة، موقف صحيح، موقف سليم، يتبرأ، يتبرأ من الأعداء، ويتبرأ من مواقفهم، هذه مسألة مهمة، ولهذا يقول الله في القرآن الكريم: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}[الممتحنة: من الآية 4]، في ظل الظروف التي تواجهها أمتنا، ظروف حساسة جدًا، يأتي أعداؤها للحرب عليها، للسيطرة عليها، لاستغلالها، لطمس معالم دينها لتزييف هويتها، لضربها في دينها ودنياها، ثم يتجه الكثير من زعمائهم وحكوماتهم للولاء لهم، للطاعة لهم، للتحالف معهم، للوقوف في صفهم، هذه الحالة يجب أن يكون هناك موقف مغاير لها، موقف يعبِّر عن الموقف الأصيل، عن التوجه الصحيح، عن المبادئ والقيم التي تنتمي إليها هذه الأمة.

هو أيضًا كفرٌ بالطاغوت، الطاغوت في هذا العصر متمثل بأمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم، والله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” يقول في القرآن الكريم: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا}[البقرة: من الآية 256].

قد يعجبك ايضا