الخدمة المدنية تحيي ذكرى جمعة رجب بأمسية ثقافية حول الهوية الإيمانية ومخاطر الحرب الناعمة
عيسى السياني
نظّمت وزارة الخدمة المدنية والتطوير الإداري، ووحداتها المتمثلة في الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات، والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، والمعهد الوطني للعلوم الإدارية، اليوم، أمسية ثقافية احتفالية لإحياء ذكرى جمعة رجب، تحت شعار الهوية الإيمانية في مواجهة الحرب الناعمة.
وفي الأمسية، أكد وزير الخدمة المدنية والتطوير الإداري خالد الحوالي، أن ذكرى جمعة رجب تمثل محطة إيمانية عظيمة مرتبطة بسيرة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وتستدعي استحضار معاني الإيمان والهوية الإسلامية كمرتكز أساسي للفوز في الدنيا والآخرة، وفي مقدمتها توحيد الله سبحانه وتعالى والالتزام بقيمه ومبادئه.
وأشار الحوالي إلى حرص السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – على إحياء هذه المناسبة في كل عام بما يعزز أبعادها الإيمانية والتاريخية، مؤكدًا أن مناسبات شهر رجب ليست فعاليات عابرة، بل محطات وعي وبناء للأمة، تسهم في ترسيخ الهوية وتعزيز الثبات في مواجهة التحديات.
وتطرق إلى خطورة ما يُعرف بالحرب الناعمة، باعتبارها أحد أخطر أساليب الاستهداف التي تتعرض لها الشعوب، كونها حربًا فكرية وثقافية وإعلامية تستهدف الهوية والقيم والأخلاق وأنماط التفكير، وتعمل على إحداث اختراقات عميقة في الأسرة والمجتمع والمؤسسات والدولة دون ضجيج أو دمار ظاهر.
وأوضح أن هذه الحرب تعتمد بشكل أساسي على الإعلام الموجّه بمختلف وسائله، وتسعى إلى زعزعة القناعات وتغيير الوعي الجمعي، مؤكدًا أن مواجهتها لا تكون إلا بالوعي الصحيح والتمسك بالهوية الإيمانية المستمدة من القرآن الكريم.
وبيّن وزير الخدمة المدنية أن الهوية الإيمانية اليمنية تمثل الدرع الحصين في مواجهة مشاريع الاستهداف، وهي منظومة متكاملة من القيم والمبادئ والسلوكيات التي تنعكس على الواقع العملي في مختلف المجالات الإدارية والأمنية والعسكرية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن الشعب اليمني أثبت، بقيادته القرآنية وتلاحم مؤسساته، صدق هذه الهوية وفاعليتها في المواقف المصيرية، لا سيما في موقفه المشرف تجاه العدوان على غزة، الذي حظي بتقدير واسع على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد أن من ثمار الهوية الإيمانية تعزيز روابط الأخوة بين أبناء الأمة، وترسيخ قيم التكافل ووحدة الموقف، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾.
ولفت الحوالي إلى أن مواقف السيد القائد الأخيرة تجاه المستجدات الإقليمية ومشاريع الهيمنة والتقسيم التي يعلنها العدو، تؤكد ثبات اليمن واستعداده للدفاع عن سيادته وأمنه وهويته، مشددًا على أن أي وجود عسكري معادٍ يمثل تهديدًا مباشرًا سيكون هدفًا مشروعًا.
من جانبه، استعرض وكيل وزارة الإعلام الدكتور أحمد مطهر الشامي، البعد التاريخي والإيماني للهوية اليمنية، مؤكدًا أن الشعب اليمني كان الأكثر احتفاءً بدخول الإسلام، وهو ما عبّر عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية».
وأوضح أن علاقة اليمنيين بالإسلام ضاربة في عمق التاريخ، وأن الإسلام انسجم مع فطرتهم ووجدانهم، ما يفسر سرعة استجابتهم للدعوة الإسلامية، مشيرًا إلى مواقف تاريخية بارزة تؤكد هذا الارتباط، منها موقف قبائل همدان، ودخولهم الإسلام طواعية، وما عبّر عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من اعتزاز بذلك.
وبيّن الشامي أن اليمن لم يعرف ما يسمى بفتح اليمن، لأن أهله دخلوا الإسلام إيمانًا وقناعة، وأن ارتباط اليمنيين بالإمام علي عليه السلام ظل راسخًا في الذاكرة والوجدان الشعبي، وفشلت كل محاولات طمس هذه العلاقة أو عزلهم عنها.
وأكد أن الركائز الإيمانية للهوية اليمنية تقوم على التوحيد، والولاء لله ورسوله، ورفض الطواغيت وقوى الاستكبار، وفي مقدمتها أمريكا وإسرائيل، مشددًا على أن ما يقدمه الشعب اليمني اليوم من مواقف مشرفة يعكس أصالة إيمانه ونقاء انتمائه الإسلامي.