ندوة توعوية بالجامع الكبير بصنعاء في الذكرى السنوية للشهيد 1447هـ
نظّمت دائرة الثقافة القرآنية بالتعبئة العامة، ندوة توعوية في الجامع الكبير بصنعاء بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1447هـ، تحت عنوان «الشهداء صُنّاع النصر في كل عصر»، بحضور عدد من العلماء والناشطين الثقافيين وطلاب العلم وجمع من المواطنين.
تأتي هذه الفعالية في إطار الأنشطة والبرامج الهادفة إلى إحياء ذكرى الشهداء، وتعزيز ثقافة الوفاء لتضحياتهم العظيمة، واستلهام دروس الصبر والثبات والإيمان من مسيرتهم الجهادية التي صنعت النصر والعزة للوطن والأمة.
وخلال الندوة، ألقى الناشط الثقافي ضيف الله الجرادي محوراً بعنوان «مكانة الشهداء وعطاء وثمرة الشهادة»، أكد فيه أن الشهداء نالوا أعظم وسام وأكرم تكريم من الله تعالى، إذ اصطفاهم من بين عباده ورفعهم إلى مقام رفيع لا يناله إلا من صدق مع الله. وقال: “لا نستطيع أن نكافئ الشهداء على ما قدموه في سبيل الله، لكن الله تعالى أكرمهم وأعطاهم ما لا يملكه بشر، فقد فضّلهم ورفع درجاتهم، كما قال سبحانه: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)”.
وأشار الجرادي إلى أن عظمة الشهداء تنبع من صدقهم مع الله وإخلاصهم في الجهاد، موضحاً أن الميدان الذي يختبر فيه الله عباده ويميز به الصادقين هو ميدان الجهاد، الذي به تتجلى القيم الإيمانية وتتجسد معاني التضحية والفداء. وأضاف أن الشهادة ليست خسارة بل هي حياةٌ خالدة وعطاء متجدد، ومنهجٌ واضح يرسم طريق الأمة في مواجهة الطغاة والمستكبرين.
ولفت إلى أهمية ترسيخ ثقافة الجهاد والشهادة في سبيل الله في نفوس الأجيال، وتربية المجتمع على استشعار عظمة الشهداء ومقامهم الرفيع، مؤكداً أن طريق الشهداء هو طريق العزة والكرامة، وأن الأمم التي تكرم شهداءها وتخلد بطولاتهم هي الأمم التي تصنع مستقبلها بإيمانٍ وثقةٍ وثبات.
كما أشار إلى أن الشهادة في سبيل الله تمثل أعظم القيم والمفاهيم التي تعتز بها الأمة الإسلامية، وهي التعبير الأسمى عن الولاء لله والوفاء لقضايا الأمة، مستشهداً بتضحيات الشهداء في اليمن وفلسطين وما أثمرته من صمودٍ وعزةٍ ونصرٍ وكرامة، معتبراً أن دماء الشهداء هي التي أرست معالم النصر وأفشلت مؤامرات العدوان.
وفي محورٍ آخر، تناول عضو رابطة علماء اليمن العلامة خالد موسى موضوع «واجبنا تجاه الشهداء»، حيث بيّن أن الوفاء للشهداء لا يقتصر على إقامة الفعاليات واستذكار مآثرهم، بل يتجسد في السير على دربهم وحمل رايتهم واستمرار نهجهم في مقارعة الباطل ونصرة المظلومين.
وأوضح العلامة موسى أن الله سبحانه وتعالى كافأ الشهداء بأعظم العطاء، فجعل حياتهم حياةً أبدية في ضيافته وكرمه، وهي حياة لا يدرك حقيقتها البشر، قائلاً: “ضيافة الله للشهداء فوق إدراك العقول، لأن الكرم الإلهي لا يضاهيه كرم، ولا يعرف حقيقته إلا الله جل شأنه”.
وأضاف أن ذكرى الشهيد ليست مناسبة موسمية، بل محطة سنوية متجددة لتجديد العهد مع الله ومع الشهداء، واستحضار المسؤوليات التي تقع على عاتق الجميع في حماية الدين والوطن ومواجهة مؤامرات الأعداء. وأكد أن المرحلة الراهنة تتطلب تعبئةً عامة ويقظةً عالية واستعداداً شاملاً لخوض معركة الوعي والجهاد في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا والكيان الصهيوني.
وشدد على أن استحضار معاني الشهادة يعني الإخلاص في العمل، والصدق في الولاء، وحمل همّ الأمة في كل الميادين، داعياً إلى رعاية أسر الشهداء والاهتمام بأبنائهم باعتبار ذلك واجباً دينياً ووطنياً، ووفاءً لمن قدّموا أرواحهم في سبيل الله دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة.