إذاعة كل اليمنيين

مراسلتنا في غزة: الوضع يزداد خطورة والاحتلال يسعى إلى تهجير السكان وتدمير البنية التحتية

أكدت مراسلة قناة المسيرة في غزة، دعاء روقة، أن المدينة تشهد تصعيداً خطيراً في العمليات العسكرية الصهيونية، حيث أعلن جيش الاحتلال بشكل رسمي عن خطط لتوسيع هجومه ليشمل استهداف الأبراج والعمارات السكنية العالية.

 وأوضحت روقة في مداخلة مع القناة صباح اليوم السبت، أن هذه الاستراتيجية الجديدة تهدف إلى إحداث دمار واسع النطاق، مما يفاقم الأزمة الإنسانية المتردية أصلاً.

وأضافت أنه فور الإعلان عن هذه الخطة، قام الاحتلال بقصف برج مشته، المكون من 15 طابقاً، والذي يقع غرب مدينة غزة، مبينة أن هذا البرج لم يكن مجرد مبنى سكني، بل كان يؤوي عدداً كبيراً من النازحين، وقد تم قصفه بعدة صواريخ من قبل الطائرات الحربية الصهيونية، مما أدى إلى تسويته بالأرض، وتدمير خيام النازحين المحيطة به، وقد تركت هذه الجريمة الكثير من العائلات الفلسطينية بلا مأوى، واضطروا إلى قضاء ليلتهم في العراء، في الشوارع والساحات العامة، دون أن يجدوا أي مكان آمن يلجأون إليه.

ولفتت مراسلتنا في غزة إلى أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فبعد ساعة من قصف برج مشته، قام الاحتلال بتهديد برج مكة، الذي يقع على مقربة منه، ورغم أنه لم يتم قصفه حتى الآن، فقد تم إخلاء جميع سكانه، الذين يُقدر عددهم بالآلاف، تمهيداً لاحتمال استهدافه، موضحة أن هذه الاستهدافات الممنهجة للأبراج السكنية تعكس استراتيجية واضحة لتدمير البنية التحتية للمدينة وتهجير سكانها.

وأفادت أن عمليات التوغل البري لجيش الاحتلال تتواصل في المناطق الشمالية لمدينة غزة، وتتركز بشكل خاص على حي أبو اسكندر ومناطق جباليا البلد وجباليا النزلة، حيث وأصوات الانفجارات لا تهدأ على مدار الساعة، حيث يستخدم الاحتلال روبوتات مفخخة لتفجير المربعات السكنية بأكملها، وفي المناطق الجنوبية الشرقية، وتحديداً في حي الزيتون وحي الصبرة، كان هناك تراجع محدود لآليات ودبابات الاحتلال، هذا الانسحاب التكتيكي كشف عن حجم الدمار الهائل الذي خلفته العملية العسكرية التي استمرت قرابة شهر في هذه المنطقة.

وذكرت روقة أن حي الزيتون، الذي كان يُعد من أكبر أحياء مدينة غزة، تحول الآن إلى صحراء من الركام، الأهالي الذين عادوا لتفقد منازلهم لم يجدوا منها سوى أكوام من الأنقاض، حيث قام الاحتلال بتفجير ما تبقى من المنازل، تاركاً الحي مدمراً بالكامل، ورغم هذا الانسحاب، لا يزال الاحتلال يتواجد في أطراف الحي وحدوده الشرقية، كما تستمر الاشتباكات وإطلاق النار.

وبينت أن الوضع المأساوي لا يقتصر على الدمار المادي، بل يتعداه إلى كارثة إنسانية تزداد عمقاً يوماً بعد يوم، الأزمات الإنسانية تتعاظم، وعلى رأسها أزمة المياه الصالحة للشرب، حيث دمر الاحتلال خطوط المياه والآبار، هذه الأزمة أدت إلى نقص حاد في المياه، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان مثل المنطقة الغربية من المدينة، كما أن أزمة الغذاء تتفاقم، حيث يتحكم الاحتلال بإدخال المساعدات الإنسانية، ولا يسمح إلا بكميات قليلة جداً، معظمها منتهية الصلاحية، هذا الأمر أدى إلى حالات تسمم كبيرة، خاصة بين الأطفال، وارتفاع في عدد الوفيات بسبب سوء التغذية والمجاعة، كل يوم، يسقط طفل أو طفلان ضحية لانعدام الأمن الغذائي، مما يعكس فشل الجهود الإنسانية في الوصول إلى المحتاجين.

ونوهت مراسلتنا في غزة إلى أن الوضع في باقي مناطق القطاع لا يختلف كثيراً، فالاحتلال يلاحق المدنيين في المناطق التي صنفت “آمنة”، مثل منطقة المواصي في خانيونس، ويستهدف خيام النازحين، مما يسفر عن وقوع شهداء ومصابين، كما يستهدف بشكل متكرر المناطق المكتظة بالسكان في غرب مدينة غزة، التي نزح إليها الآلاف من شمال وشرق المدينة.

وفي ظل هذه الأوضاع، يظل عدد كبير من السكان متواجداً في مدينة غزة رغم القصف والمجازر، كما أن رصاصات الاحتلال بدأت تصل إلى وسط المدينة، وتحديداً حي الشيخ رضوان، الذي يضم عدداً كبيراً من السكان والنازحين.

هذا المشهد المروع يعكس حجم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ويؤكد على أن الوضع الميداني يزداد خطورة يوماً بعد يوم في ظل سعى الاحتلال إلى تهجير السكان وإحداث أكبر قدر ممكن من الدمار في البنية التحتية.

قد يعجبك ايضا