صنعاء تحتضن مليونية “تاريخية” والشعب يؤكّـد أنه لن يترك غزة أو يتهاون مع العدوّ الصهيوني
في مشهدٍ مهيب، احتضن ميدانُ السبعين بالعاصمة صنعاء، عصر الجمعة، مسيرةً مليونية تاريخية وغير مسبوقة، بعد أقل من 24 ساعة على دعوة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الشعب اليمني للخروج بشكل كبير.
وفي مليونية “لن نتهاونَ أمام إبادة غزة واستباحة الأُمَّــة ومقدَّساتها”، تقاطر ملايينُ اليمانيين الأحرار من كافة مديريات وعزل أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، حتى فاض ميدانُ السبعين، وامتلأت المربعاتُ المستحدثة على جوانب الساحة وفي الطرق الفرعية المؤدية إليه، واستمر الحضورُ في التوافد حتى اللحظات الأخيرة للمسيرة.
المشهدُ عكس اندفاعةً يمانيةً جديدةً، في إطار التصعيد الشامل الذي تنتهجه اليمن بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي لنصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فيما عبّر عن الاستجابةِ الصادقة والقوية لدعوة القائد ولداعي الدين والإنسانية والأخلاق بعد أن وصل الإجرام الصهيوني ذروتَه، وبات ملايين الفلسطينيين من النساء والأطفال والشيوخ يموتون جوعًا وحصارًا.
وفي المليونية التاريخية، توشّح ميدانُ السبعين بأعلام اليمن وفلسطين، ورايات الشعار، فيما زأر الحشدُ المليوني بهُتافاتٍ صاخبة، وبصوت مرتفع.
وجاء في زئير الحشد المليوني: “غزة يا أعراب تنادي.. من منكم يطعمُ أولادي”، “غزة أوجعها الخِذلان.. أكثر من ظلم العدوان”، “يا عرب يا عرب.. أين الغيرةُ والغضب”، “في غزة لله رجال.. معجزة في الاستبسال”، “موقفنا مِن أجلِ الله.. وجهادًا في سبيل الله”، “مع غزة يمن الأنصار.. بجهوزية واستنفار”، “أمريكا والصهيونية.. هم أعداءُ الإنسانية”، “في غزة شعب موجوع.. تركته الأُمَّــة للجوع”، “يا أُمَّـة غزة تعنيكم.. عاقبة الصمت ستخزيكم”، “غزة يا أُمَّـة تعنيكم.. ما فيها اليوم غدًا فيكم”، “أمتنا للغرب أسيرة.. ينقصها وعي وبصيرة”.
وجدّد ملايينُ الأحرار من أبناء الشعب اليمني الوعد والعهد لفلسطين -أرضًا وشعبًا ومقاومة ومقدَّسات- بمواصلة، مردّدين في هتافاتهم: “يا غزة يا جند الله.. معكم حتى نلقى الله”، “الجهاد الجهاد.. حيَّا حيَّا على الجهاد”، “يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم”، “فوَّضناك فوضناك.. يا قائدنا فوضناك”.
اليمانيون أعلنوا حالةَ النفير العام، داعين إلى تكثيفِ جهود الحشد والتعبئة العامة، وفد معسكرات التدريب وتعزيز دورات “طوفان الأقصى” بدورات إضافية.
وأهابوا بكل الأحرار إلى رَصِّ صفوف معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس”، ورفع مستوى الجاهزية إلى مستويات غير مسبوقة.
وكرّر اليمانيون مناشدات ورسائل السيد القائد للدول التي لديها حدودٌ مع فلسطين المحتلّة، بفتح معابر لمضي مئات المقاتلين من أبناء الشعب اليمني، لإسناد المجاهدين في غزة.
واستهجنوا الموقفَ العربي والإسلامي الذي يتفرج على ما يجري في غزة، محذرين شعوب الأُمَّــة من عقوبة إلهية قادمة، حيال التفريط في أعظم مظلومية على وجه الأرض.
واستبشر الحشد المليوني بما ذكره السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، عن التوجّـه لخيارات تصعيدية إضافية خلال المرحلة القادمة، مجددين التفويض له والعهد بالمضي في كُـلّ الخيارات التي يتخذها نصرة للشعب الفلسطيني واقتصاصًا من العدوّ الصهيوني المجرم.