حلقة نقاش سياسية بصنعاء تناقش أبعاد وتداعيات المؤامرة الأمريكية والإسرائيلية في جنوب اليمن
صوت الشعب
نظّم مركز دار الخبرة للدراسات والتطوير، والرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين – ممثلية اليمن، والمؤسسة الأكاديمية للمؤتمرات والبحوث والتحكيم العلمي، ومركز العراق للدراسات، اليوم، حلقة نقاش سياسية بعنوان «المؤامرة الأمريكية والإسرائيلية في جنوب اليمن.. الأبعاد والتداعيات»، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين والسياسيين والعسكريين.



وفي الحلقة، أكد وكيل وزارة الإعلام محمد منصور أهمية تنظيم مثل هذه الحلقات والدراسات التحليلية في ظل التطورات التي تشهدها المحافظات الجنوبية، مشيرًا إلى أن الخطاب الشامل لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يضع العناوين الواضحة للتعاطي الواعي والمسؤول مع مختلف التحديات، ويعكس ثقة عالية بالموقف الوطني وقدرته على استيعاب المتغيرات.
وأوضح منصور أن ما يُثار من عناوين تتعلق بالتطبيع أو الصراعات البينية لا ينبغي الانجرار خلفه بردود فعل انفعالية، لافتًا إلى أن التجربة اليمنية خلال سنوات المواجهة أثبتت أهمية التعاطي مع هذه الملفات بوعي يحفظ وحدة اليمن وسيادته، مؤكدًا استعداد الإعلام الوطني لنقل مثل هذه الفعاليات وتسليط الضوء على مضامينها وأهدافها.
من جانبه، قدّم الكاتب والباحث السياسي عدنان عبدالله الجنيد ورقة عمل استعرض فيها الأبعاد الإقليمية والدولية للتواجد الأمريكي والإسرائيلي في جنوب اليمن، وربط ذلك بمحاولات الالتفاف على الدور اليمني المتقدم في دعم القضية الفلسطينية، خاصة عقب عمليات الإسناد البحري واستهداف العمق في فلسطين المحتلة، مبينًا أن ما يجري في حضرموت والصومال والسودان يأتي ضمن تخطيط أمريكي يستهدف إعادة تشكيل السيطرة على الممرات البحرية.
وأكد الجنيد أن وحدة اليمن تمثل خطًا أحمر، وأن أي محاولات للمساس بهذه الثوابت ستُواجَه بحزم، محذرًا من الانخراط في مشاريع تستهدف اليمن والمنطقة بأكملها.
بدوره، تناول مستشار وزارة الدفاع عابد الثور في ورقته الاستراتيجية الأمريكية في اليمن خلال المرحلة الراهنة، وأهداف التواجد العسكري في البحر الأحمر وجنوب الوطن، موضحًا أن فشل الولايات المتحدة وكيان العدو الإسرائيلي في احتواء القدرات العسكرية اليمنية دفعهما للبحث عن بدائل عبر إنشاء قواعد وانتشار جديد في المنطقة، بما في ذلك محاولات تفكيك الصومال وإشعال الصراعات في السودان.
وأشار إلى التطور النوعي في منظومات الصواريخ اليمنية وقدرتها على إصابة أهداف حساسة في عمق الكيان الصهيوني، مؤكدًا جاهزية القوات المسلحة للتعامل مع أي تصعيد، وأن أي مساس بالسيادة اليمنية سيُقابل بموقف سياسي وعسكري حازم.
وفي ورقة أخرى، استعرض الباحث محمد محمد يحيى الدار رئيس مركز المسيرة أبعاد التواجد الإسرائيلي في جنوب اليمن، وربطه باعتراف الكيان الصهيوني بما يسمى «جمهورية أرض الصومال» وعلاقته بدعم مشاريع الانفصال، كما قدّم رؤى وسياسات عملية للتصدي لهذا المشروع الذي يستهدف اليمن والمنطقة العربية والإسلامية.
فيما تناول اللواء عبدالله الجفري في ورقته الجذور التاريخية للصراع في اليمن والمنطقة، مؤكدًا أن العدوان لم يبدأ في 26 مارس 2015، بل يعود إلى مراحل تاريخية سابقة مع تفكك الدولة العثمانية وبروز الاستعمارين البريطاني والفرنسي، وإنشاء الكيانات الوظيفية للسيطرة على الممرات المائية والثروات.
وأوضح الجفري أن ما يحدث في المحافظات الجنوبية مرتبط بما يجري في غزة، وأن المشروع واحد بأدوات متعددة، مشددًا على الموقف الوطني الثابت لأبناء المحافظات الجنوبية واعتزازهم بدورهم التاريخي في مقاومة الاستعمار.
وخرجت الحلقة بعدد من التوصيات، أكدت ضرورة تعزيز الوعي العام، وتكثيف الجهود البحثية والإعلامية لكشف أبعاد المخطط الأمريكي الإسرائيلي، وتوحيد الصف الوطني لمواجهة التحديات الراهنة، بما يحفظ لليمن سيادته ووحدته واستقلال قراره.