إذاعة كل اليمنيين

بالصور :بعد عامٍ على توطينها… صنعاء تحتفي بإنجاز زراعة القوقعة السمعية وإعادة الأمل لذوي الإعاقة

في خطوةٍ تُعيد للأصوات حقّها في الحياة، وتفتح نافذة أمل جديدة لآلاف الأسر، احتضنت العاصمة صنعاء اليوم حفل الإعلان الرسمي عن توطين زراعة القوقعة السمعية لذوي الإعاقة السمعية في اليمن لأول مرة، برعاية صندوق رعاية وتأهيل المعاقين، وبالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومستشفى الدكتور عبدالكريم البلعسي.

 

 

 

 

وخلال الحفل، أكد وزير الصحة والبيئة الدكتور علي شيبان أن توطين هذه الخدمة النوعية يمثل كسرًا حقيقيًا لحاجز الإمكانات، وانتصارًا للإرادة الوطنية في ظل ظروف صعبة، مشيرًا إلى أن التحدي المتبقي يتمثل في الكلفة المادية، والتي يمكن تجاوزها عبر تكامل الجهود مع صندوق رعاية المعاقين وهيئة الزكاة ورجال المال والأعمال.
وأوضح الوزير أن الوزارة تتجه نحو توسيع نطاق البرنامج، من خلال تدريب كوادر طبية جديدة ونقل الخبرات، لافتًا إلى أن عدداً من المستشفيات بدأت بالفعل دراسة برامج مماثلة لتوطين زراعة القوقعة. كما أشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد جهودًا متزايدة للحد من الإعاقات عبر برامج الاكتشاف المبكر للأمراض المسببة لها، بالشراكة مع الجمعيات العلمية والمجتمعات المحلية.
بدوره، استعرض وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لقطاع الخدمات والرعاية محمد عقبات، الجهود المشتركة التي تبذلها الوزارة وصندوق رعاية المعاقين لتطوير وتحسين الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، مثمنًا دعم الجهات الرسمية والمجتمعية، ومؤكدًا في الوقت ذاته محدودية الموارد الحكومية والحاجة الماسة لتعزيز دور القطاع الخاص والمبادرات المجتمعية في برامج الإحسان والرعاية.
من جانبه، أعلن المدير التنفيذي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين الدكتور علي مغلي، عن افتتاح برنامج التأهيل السمعي لزراعة القوقعة ابتداءً من عام 2026م، معتبرًا توطين هذه الخدمة إنجازًا وطنيًا كبيرًا يحقق الاكتفاء الذاتي، وينهي معاناة السفر الطويل إلى الخارج وما يرافقه من أعباء نفسية ومادية تستمر أحيانًا لعام كامل.
وأوضح مغلي أن البرنامج انطلق فعليًا قبل عام في مستشفى الدكتور عبدالكريم البلعسي، الذي كان له الدور المحوري في توطين هذه الخدمة، مشددًا على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص لدعم هذه العمليات، باعتبار ذوي الإعاقة طاقات فاعلة يجب تمكينها والاستفادة منها في مسيرة البناء الوطني.
وفي السياق ذاته، قدّم الدكتور عبدالكريم البلعسي عرضًا علميًا حول زراعة القوقعة، والدراسات الطبية التي أُجريت للمتقدمين، موضحًا أنه تم إجراء العمليات لـ67 حالة من أصل 863، فيما استُبعدت 529 حالة لأسباب طبية، ولا يزال 149 شخصًا على قائمة الانتظار، مثمنًا دعم صندوق رعاية وتأهيل المعاقين في إنجاح هذا المشروع الإنساني.
كما عبّر عدد من أولياء الأمور عن معاناتهم السابقة في الخارج بعد إجراء العمليات لأبنائهم، حيث استمرت رحلة العلاج والتأهيل لأكثر من عام، وبكلفة لا تقل عن 30 ألف دولار، مؤكدين أن توطين الخدمة في اليمن سيخفف العبء بشكل كبير، إذ لن تتجاوز التكلفة 13 ألف دولار، مع ضمان استمرارية التأهيل داخل الوطن.
وتخلل الحفل، الذي حضره عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزام الأسد، وعدد من وكلاء الوزارات ورؤساء الجامعات والقيادات الطبية والاستشارية، عرض روبورتاج وثائقي استعرض مراحل برنامج توطين زراعة القوقعة والعمليات المنفذة منذ انطلاقه مطلع العام 2025.
ويُعدّ هذا الإنجاز خطوة إنسانية وطبية نوعية، تعيد الأمل لذوي الإعاقة السمعية، وتؤكد أن الإرادة الوطنية قادرة على تحويل التحديات إلى فرص، وصناعة الفارق حتى في أصعب الظروف.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا