ندوة توعوية بالجامع الكبير بصنعاء في ذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء..
نظّمت دائرة الثقافة القرآنية بالتعبئة العامة، مساء اليوم، ندوة توعوية في الجامع الكبير بصنعاء بمناسبة ذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، التي تتزامن مع اليوم العالمي للمرأة المسلمة، وذلك تحت عنوان:”الزهراء عليها السلام.. القدوة والنموذج”
وخلال الندوة، استعرض الأستاذ محمد إبراهيم شرف الدين في المحور الثقافي للفعالية ثلاثة موضوعات رئيسية، تناول الأول ملامح من حياة وشخصية السيدة الزهراء عليها السلام، موضحاً أن نسبها الشريف وحده يمنح مقاماً رفيعاً لا يضاهى، فهي ابنة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأمها السيدة خديجة الكبرى رضوان الله عليها.
وأشار إلى أن ميلاد الزهراء عليها السلام في العشرين من جمادى الآخرة يتوافق مع المناسبة التي أُقرّت عالمياً يوماً للمرأة المسلمة، مؤكداً أنّ هذه الذكرى ترتبط بسيدة نزلت فيها سورة الكوثر، ونشأت منذ طفولتها في بيت النبوّة، محاطة بكلمات الله وأجواء الطهر والإيمان.
وأوضح شرف الدين أن العلاقة بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وابنته فاطمة كانت علاقة مودة ورحمة وحنان، مبيناً أن النبي كان يُظهر مكانتها أمام الأمة، ليس لكونها ابنته فحسب، بل للدور العظيم الذي اضطلعت به، ولأنها أم الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام.
وأضاف أن الأوصاف التي أطلقها النبي على فاطمة، مثل “سيدة نساء العالمين” و**”البَتول”**، لم تكن مجاملة، وإنما تعبير عن مقامها الإيماني ودورها المستقبلي.
وتطرّق إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: “فاطمة بضعة مني، من أغضبها فقد أغضبني”، مؤكداً أن هذه المكانة لا تنفصل عن إخلاصها، وصبرها، ووقوفها مع الحق بعد وفاة النبي ومع ما شهدته الأمة من انحراف.
وأشار إلى أن السيدة الزهراء عليها السلام رحلت وهي في سن صغيرة، بعد معاناة كبيرة وحزن عميق على ما آل إليه واقع الأمة، وقد دفنها الإمام علي عليه السلام سرّاً، ثم زار قبرها معبّراً عن مظلوميتها ومظلومية آل البيت.
وفي سياق حديثه عن الجانب الأخلاقي، أكد شرف الدين أن السيدة الزهراء كانت نموذجاً في الحشمة والحياء، حتى في الحج كانت تستحي كشف وجهها، وفي خروجها للخطبة بالكوفة ظهرت بأعلى درجات الستر، بما يعكس التربية النبوية الرفيعة.
وأكد أن المرأة المسلمة اليوم تواجه استهدافاً واسعاً ضمن الحرب الناعمة، مشيراً إلى أن من يرفع شعارات ما يسمى “حقوق المرأة” في الغرب لا يسعى لمصلحتها، بل لتحويلها إلى أداة تُستغل تحت عناوين براقة.
وشدد على ضرورة تحصين المرأة اليمنية ومواجهتها لهذه المخاطر، باعتبارها حجر الأساس في الأسرة، وأن صلاح المرأة صلاح للأمة بأسرها، فيما انحرافها يعني انهيار المجتمعات واستهداف قيمها وهويتها.
واختُتمت الندوة بالتأكيد على أهمية الاقتداء بسيرة السيدة الزهراء عليها السلام، وتجسيد قيمها في الواقع الأسري والاجتماعي، وتعزيز الوعي تجاه التحديات الفكرية والثقافية التي تتعرض لها الأسرة المسلمة.






