تصاعد الغضب في عدن والنساء يتصدرن الاحتجاجات ضد تردي الأوضاع المعيشية
تشهد عدن المحتلة موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات الشعبية، في ظل انهيار الأوضاع المعيشية والخدمات الأساسية، وسط اتهامات متصاعدة لـتحالف العدوان والاحتلال السعودي الإماراتي بممارسة سياسية الإفقار والتجويع، واتهام حكومة الخونة وما يسمى المجلس الانتقالي بالفساد ونهب المال العام، ما دفع المدينة إلى حافة الانهيار.
وذكر موقع “ذا نيو آراب” الإخباري أن مئات النساء خرجن إلى شوارع عدن المحتلة خلال الأيام الماضية، في تظاهرات طالبت بتوفير أبسط مقومات الحياة من غذاء وكهرباء ومياه صالحة للشرب، إلى جانب العدالة الاجتماعية والرواتب والرعاية الصحية.
وأكد الموقع أن التدهور الذي تشهده عدن المحتلة اليوم هو نتيجة تراكمات عدوان وحصار متواصل لأكثر من عشر سنوات، أضعفت المؤسسات وعمّقت مظاهر الفساد في المحافظات الجنوبية والشرقية، مشيرًا إلى أن مديرية خور مكسر شهدت على مدى السنوات الماضية حملات اغتيال واعتقال واختطاف وابتزاز نفذتها ميليشيا ما يسمى المجلس الانتقالي التابعة للاحتلال الإماراتي، استهدفت الناشطين والصحفيين والمحامين المنتقدين لانتهاكات سلطات الأمر الواقع.
وقالت إحدى الناشطات المشاركات في المظاهرات للموقع: “دولتنا فاسدة إلى حد لا يُصدق.. خرجنا اليوم كما خرجنا بالأمس، وسنواصل التظاهر حتى تُلبّى مطالبنا المشروعة”.
وأضاف التقرير أن الاحتجاجات النسائية جاءت بعد مظاهرات رجالية سابقة تعرض خلالها المشاركون للقمع والاعتقال، الأمر الذي دفع الميليشيا في عدن المحتلة إلى تشكيل قوة شرطة نسائية لتفريق تجمعات النساء، حيث وهذه القوة خضعت لتدريبات ودورات بدعم مباشر من أبو ظبي خلال السنوات الأخيرة.
وأفاد شهود عيان بأن قوات أمنية نسائية تابعة لما يسمى المجلس الانتقالي اعتدت على المتظاهرات بعنف، ومنعتهن من الوصول إلى ساحة التظاهر، كما نفذت ملاحقات واعتقالات في عدد من الأحياء، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات ومنع تمددها.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تعكس حالة احتقان غير مسبوقة في عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة نتيجة تفاقم الأوضاع الاقتصادية، وانهيار العملة المحلية، وارتفاع الأسعار، وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة.
ويحذر خبراء من أن استمرار سياسات الفساد والإقصاء التي تنتهجها حكومة الفنادق وما يسمى المجلس الانتقالي قد يفجر احتجاجات أوسع نطاقًا في عدن ومحافظات الجنوب المحتلة، خصوصًا في ظل شعور عام بأن المسؤولين العملاء والخونة يعيشون خارج البلاد مع عائلاتهم ويتمتعون بامتيازات مزدوجة وجنسيات أجنبية، بينما يترك المواطنون لمواجهة الفقر والبطالة وغياب الخدمات.
ويؤكد مراقبون أن مدينة عدن المحتلة، التي كانت تُعرف بعروس البحر العربي، باتت اليوم رمزًا لمعاناة إنسانية وسياسية متفاقمة، وسط غياب أي رؤية حقيقية لإنقاذها من الانهيار.