ندوة توعوية في الجامع الكبير بصنعاء في الذكرى الحادية عشرة لثورة 21 سبتمبر
السبت، 28 ربيع الأول 1447هـ الموافق 20 سبتمبر 2025
نظّمت دائرة الثقافة القرآنية بالتعبئة العامة، مساء اليوم، ندوة توعوية في الجامع الكبير بالعاصمة صنعاء، بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة، تحت شعار “ثورة 21 سبتمبر.. حرية واستقلال”.
وفي الندوة، استعرض الناشط الثقافي أحمد عبد الملك الخزان، في المحور الأول، ملامح الأوضاع العامة في اليمن قبيل اندلاع الثورة، مشيراً إلى أنّ البلاد كانت ترزح تحت الوصاية الخارجية، في ظل تفريط النظام السابق بالسيادة الوطنية وثروات البلد واستقلاله، ما وضع اليمن على حافة التفكك والانهيار، وسط تمدد القواعد الأميركية وتغوّل الهيمنة السعودية.
وأوضح الخزان أنّ السفير الأميركي ونائبه آنذاك كانا يديران شؤون الدولة كحاكمين فعليين، متدخلين في القرارات العسكرية والسياسية وحتى الاجتماعية، فيما تولى السفير الأميركي السابق جيرالد فايرستاين زمام التدخل المباشر في رسم مسار السياسة اليمنية.
وأشار إلى أنّ اليمن قبل الثورة كانت مجرّد ساحة خلفية تابعة للرياض، التي فرضت وصايتها على كل صغيرة وكبيرة، وصولاً إلى التدخل في تعيين الوزراء وحتى عزل مشايخ الأحياء. كما عمدت السعودية إلى تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني عبر نشر الفكر الوهابي التكفيري، وشراء الولاءات القبلية بالأموال، ومنع أي استثمار دولي في قطاعي النفط والغاز إلا بموافقتها، ما أدى إلى إفقار البلاد وإضعافها.
وبيّن الخزان أنّ الجيش اليمني آنذاك لم يكن مسموحاً له بامتلاك أسلحة ردع استراتيجية، وكانت تشكيلاته قائمة على المحسوبية العائلية، حيث احتكر نجل الرئيس السابق قيادة الحرس الجمهوري، وعائلته الأمن المركزي والقومي، فيما تولى علي محسن قيادة الفرقة الأولى مدرع بميول وهابية موالية للرياض، لتظل المؤسسة العسكرية أداة بيد الخارج لا قوة تحمي اليمن.
وأضاف أنّ الأعوام التي تلت 2011 شهدت تصاعد الانفلات الأمني والتفجيرات الإرهابية وعمليات الاغتيال التي استهدفت المئات من الضباط، في ظل مخطط أميركي لتفكيك الجيش تحت ذريعة إعادة الهيكلة، حتى وصل الحال ببعض الضباط إلى حمل ملابسهم العسكرية في أكياس خشية استهدافهم في الطريق.
ولفت إلى أنّ النظام السابق مكّن السعودية من اختراق قطاع التعليم ونشر الفكر الوهابي، في محاولة لتغيير ثقافة وهوية الشعب اليمني المعروف بولائه لأهل البيت.
من جانبه، أشار أمين رابطة علماء اليمن، العلامة طه هادي الحاضري، إلى جملة من الإنجازات التي تحققت ببركة ثورة 21 سبتمبر، مؤكداً أنّها شكّلت تحولاً تاريخياً في مسار اليمن، إذ حررت القرار الوطني من الارتهان والوصاية، ورسخت موقع الشعب اليمني في طليعة المواجهة ضد المشروع الأميركي الصهيوني.
وقال الحاضري: “لولا ثورة 21 سبتمبر لكان اليمن اليوم كغيره من الأنظمة العربية الخاضعة، التي لا تجرؤ على أن تقول لأميركا وإسرائيل كفى، لكن بفضل الثورة وقيادتها الشجاعة سطّر الشعب اليمني مواقف خالدة في نصرة القضية الفلسطينية لم يسبقها إليها أي بلد عربي أو إسلامي”.
وشدد على أهمية تعزيز الوعي الطلابي والتربوي والمجتمعي تجاه المؤامرات الداخلية والأطماع الخارجية التي تستهدف اليمن أرضاً وثروة وهوية، عبر الحروب الناعمة والثقافات المغلوطة.
واستعرض الحاضري نماذج من منجزات الثورة خلال أحد عشر عاماً، رغم استمرار العدوان والحصار، لافتاً إلى أنّ إحياء الذكرى هذا العام يتزامن مع معركة مصيرية يخوضها محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني نصرة لغزة.
ونوّه بدور الشعب اليمني الذي يحتشد في الميادين بالملايين دعماً لفلسطين، وما تحققه القوات المسلحة اليمنية من إنجازات نوعية وتطور استراتيجي في مختلف الصناعات العسكرية، ما يعزز معادلات الردع الإقليمي ويضع اليمن في موقعه الطبيعي كرقم صعب في معادلة الصراع مع العدو.