إذاعة كل اليمنيين

ميدان السبعين في أبهى صورة بميلاد الرسول الأكرم .. جهود جبارة للجان التنظيمية

شهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء يوماً من أيام الله بحضور مليوني استثنائي لإحياء ذكرى مولد الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله.

 

 

وجاءت هذه المناسبة هذا العام في ذروة التصعيد اليمني مع كيان العدو الصهيوني، وبعد أيام من جريمة اغتيال رئيس الوزراء الشهيد أحمد غالب الرهوي وعدد من رفاقه الوزراء، لتوصل أكثر من رسالة للأعداء بأن اليمنيين على ارتباط وثيق بالمنهج المحمدي، وأن القضية الفلسطينية ومعاناة غزة ستظل خالدة في وجدان اليمنيين.

 

ومنذ الصباح الباكر، كانت صنعاء في حالة استنفار كبير على كافة المستويات، فاللجان التنظيمية تنتشر على مداخل الساحة، والأجهزة الأمنية تتواجد في مداخل العاصمة، والجميع يؤدون عملهم على أكمل وجه، و يحرصون على تقديم الخدمات لضيوف رسول الله، ولهذا جرت الفعالية على أرقى مستوى من التنظيم والتحشيد ودون أدنى خلل.

 

وتوزعت الحافلات على مداخل الساحة، لتؤكد للضيوف الكرام أن الدخول إلى الساحة سيتم بعد الساعة الثانية عشرة ظهراً، في حين كانت اللجان التنظيمية تؤدي عملها في الساحة على أكمل وجه، وكان تنظيم دخول السيارات إلى المواقف المخصصة يتم بسلاسة كبيرة جداً.

 

تنظيم أمني عالي المستوى

 

ويركز أحد أفراد اللجان الأمنية على مسألة الوعي التي يتحلى بها الشعب اليمني، مؤكداً أن الدخول إلى الساحة يتم بطريقة راقية ومنظمة، مع وجود تناغم كبير بين رجال الأمن والمواطنين واللجان التنظيمية، قائلاً بكل ثقة: “نحن رجال الأمن جئنا إلى هنا لنخدم الناس في أقدس مناسبة وأعظم موقف، ولنوجه رسالة إلى الأعداء بأننا لن ننكسر ولن نستسلم، وأن النصر حليفنا مهما كانت التحديات والمؤامرات”.

 

ويقول أحد زملائه من اللجان الأمنية المنظمة، خالد السدمي: “نحن في موقع قوة، وهذه المناسبة تزيدنا عزيمة على الاستمرار والنضال والصبر، وما أعظم أن يكون المرء خادماً لضيوف رسول الله”، موجهاً رسالته للعدو الإسرائيلي بقوله: “الدم اليمني غالٍ، والعدو الإسرائيلي ارتكب خطيئة كبيرة بمغامرته في اليمن، لكننا له بالمرصاد، وسيندم على جرائمه في اليمن وغزة.”

 

مستشفى ميداني متكامل

 

وتتكامل الإجراءات التنظيمية في ميدان السبعين، فالجميع يعملون كخلية نحل واحدة، وعلى مداخل ساحة السبعين وفي وسط الساحة، تم إنشاء مستشفى ميداني متكامل لتقديم الرعاية الصحية لضيوف رسول الله، بتجهيزات عالية، وبحضور أطباء أكفاء بذلوا أنفسهم لخدمة الناس.

 

ويقول الدكتور سامي الحاج إن المستشفى الميداني وسط الساحة على أتم الجهوزية، وقد استقبل عدداً من المواطنين الذين شعروا بالإعياء والتعب، وقدم لهم الإسعافات الأولية والخدمات الطبية على أكمل وجه، مؤكداً أن الجميع يستشعرون المسؤولية، وهم على وعي تام بأنهم في عمل عظيم ومناسبة عظيمة، وهي مناسبة ميلاد خير البرية.

 

ويشير الحاج إلى أن المستشفى مزود بأحدث الأجهزة، وتوجد فيه غرف عمليات، وعناية مركزة، وطوارئ، واستعداد لاستقبال كافة الحالات بما فيها الحرجة، مع قدرات عالية على نقل الحالات التي لا يتمكن المستشفى الميداني من معالجتها، لنقلها بكل سهولة إلى المستشفيات خارج الساحة.

 

حضور فاق التوقعات

 

وإلى جانب الخدمات الأمنية والصحية، كانت اللجان التنظيمية الأخرى تؤدي عملها على أكمل وجه داخل الساحة، وبجوارها وسائل الإعلام المتنوعة التي نقلت الحدث إلى وسائل إعلامية عربية وعالمية متعددة.

 

ويقول مسؤول اللجنة الإعلامية بساحة ميدان السبعين، مازن هبة، إن الإعلام هو الصوت المعبر عن روح المناسبة، وهو الذي ينقل الصورة الحقيقية للعالم، مؤكداً أن الإعلاميين بذلوا جهوداً جبارة لإنجاح الفعالية وإبراز أبهى وأجمل صورة عن فعالية المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

 

وكعادته، امتلأ ميدان السبعين بالحشود المليونية، لكنها هذا العام كانت فوق المتوقع، فالسيول البشرية كانت تتدفق من المداخل الرئيسية للساحة بزخم كبير للغاية، لتتشكل صفوف متوازنة في غاية الانضباط والترتيب، وليستمع ضيوف رسول الله إلى الفقرات المتنوعة للفعالية وإلى خطاب السيد القائد بكل هدوء واتزان.

 

وتعد مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم هي الأكبر والأعظم على مستوى العالم، فصنعاء كما هي مخلصة وفية لرسول الله، وحبه العظيم يسري في قلوب الملايين، ولهذا كان ميدان السبعين هو أكبر حدث على مستوى العالم، وما كان لهذه الصورة أن تكتمل بهذا الجمال والبهاء والدقة في التنظيم لولا الجهود المخلصة التي سهرت الليالي لإنجاح هذه الفعالية، وفي مقدمتها اللجان الأمنية والصحية والتنظيمية والخدمية والإعلامية وغيرها، وهؤلاء هم الجنود المجهولون الذين يستحقون كل الشكر والتقدير.

قد يعجبك ايضا