انطلاقة نموذجية لإنتاج مشتقات الألبان خطوة استراتيجية نحو الاكتفاء الذاتي
دشنت الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر اليوم مشروع المرحلة الأولى لبناء نماذج صناعية فاعلة لإنتاج مشتقات الألبان من المورد المحلي، في خطوة استراتيجية لدعم التمكين الاقتصادي للأسر المنتجة.
ويأتي المشروع ضمن جهود الهيئة لتعزيز معامل الصناعات الغذائية متناهية الصغر التابعة للجمعيات والمؤسسات المحلية في أمانة العاصمة كمراكز تدريب نموذجية لتصنيع مشتقات الألبان، بتمويل من وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية، بهدف الاعتماد على الموارد المحلية وتلبية احتياجات السوق.
وخلال التدشين، أعلن أمين العاصمة الدكتور حمود عباد استعداد الأمانة تقديم مليار ريال لدعم مشاريع التمكين الاقتصادي التي تتبناها الهيئة. وأوضح أن هذه المشاريع ستسهم في حل إشكاليات الأسر المنتجة من خلال إنشاء ثلاثة أسواق كبيرة موزعة على أطراف العاصمة لتكون معارض دائمة لمنتجاتهم، مشدداً على أن أي ترخيص مستقبلي لبناء أسواق لن يمنح لأي مستثمر إلا بعد تخصيص ركن خاص للأسر المنتجة.
وأكد الدكتور عباد أن المشروع يتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف، مشيراً إلى أهميته في تعزيز الاقتصاد الوطني وفق موجهات القيادة الثورية، ودعم كافة المشاريع التنموية بالتعاون مع شركاء التنمية، مثل الاتحاد التعاوني الزراعي ومؤسسة بنيان، بهدف إعداد “فرسان التنمية” الذين ساهموا في إحداث هذا التحول الوطني المهم.
وأشار أمين العاصمة إلى أن دعم الأسر المنتجة سيسهم في تلبية الاحتياجات المحلية من الألبان ومشتقاته، ويقلص الاعتماد على بودرة الحليب المستوردة، ويحقق أهدافاً اقتصادية كبرى تشمل القضاء على الفقر والبطالة وخفض فاتورة الاستيراد.
من جانبه، أكد رئيس الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر، أحمد الكبسي، أن المشروع يهدف إلى غرس ثقافة التصنيع الغذائي، وتعزيز الاعتماد على الموارد المحلية، مشيراً إلى أن المشروع سبق وحقق نجاحاً في محافظة الحديدة بدعم 13,400 أسرة ضمن سلسلة الألبان، مما خلق آلاف فرص العمل. وأوضح الكبسي أن المرحلة الأولى ستتضمن تدريب عشر جمعيات ومنظمات محلية على تصنيع مشتقات الألبان، كخطوة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الوطني.
وأوضح المدير التنفيذي لوحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية، المهندس عبدالملك الإنسي، أن الوحدة خصصت 400 مليون ريال للمرحلة الأولى، على أن يتم تخصيص مليار ريال للمرحلة الثانية لمشاريع التمكين الاقتصادي، بهدف سد الفجوات في سلاسل القيمة وتقليل البطالة وتعزيز الاكتفاء الذاتي.
بدوره، أكد الأمين العام للاتحاد التعاوني الزراعي، محمد القحوم، أن مشروع بناء نماذج صناعية فاعلة لإنتاج مشتقات الألبان يمثل انطلاقة تنموية كبيرة، موضحاً أن كمية الألبان المنتجة حالياً في محافظة الحديدة تبلغ 146 ألف لتر يومياً، وأن تدريب الجمعيات المحلية يمثل النواة الأولى للانطلاق نحو مراحل وبرامج أكبر لتمكين الأسر الفقيرة وخلق مصادر دخل مستدامة، مع ربط المناطق المنتجة بالمناطق المصنعة بما يعزز سلاسل القيمة.
وعقب ذلك، جرى استعراض مراحل وأهداف المشروع، الذي يمثل نموذجاً متقدماً للتعاون بين الجهات الحكومية وشركاء التنمية لتحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي.