الديلمي: غرق “ماجيك سيز” ردع بحري يتجه نحو المواجهة الشاملة مع داعمي العدو
أوضح عضو المكتب السياسي لأنصار الله، الأستاذ علي الديلمي، أن المشاهد التي بثها الإعلام الحربي مساء أمس، لعملية غرق السفينة “ماجيك سيز” تمثل رسالة ردع قوية وواضحة لكل الكيانات والدول والشركات المتعاونة مع كيان العدوّ الصهيوني، مفادها “لا تهاون في ردعها”.
وفي حديثه لقناة “المسيرة” صباح اليوم، أوضح الديلمي أن اليمن لن تسمح بمرور السفن الداعمة للعدو من البحر الأحمر أو من أي ممر بحري آخر، مشيرًا إلى أن هذه الرسالة التحذيرية موجهة بشكل خاص إلى السفن البريطانية التي وصفها بأنها “تقدم خدمات كبيرة ورخيصة للكيان الصهيوني”، محذرًا من أن أي محاولة للمراوغة أو التحايل لن يُسمح بها.
واعتبر أن المشاهد التي تم بثها تعكس العزة والكرامة والقوة، وتبعث بالفخر وترفع معنويات الفلسطينيين وكل أحرار العالم، مؤكداً أن اليمن لن يتساهل في موضوع الملاحة البحرية ومساعدة كيان العدوّ الصهيوني، الذي تمادى بشكل يفوق الخيال والإنسانية.
وأضاف: “على البريطانيين أن يعلموا أنهم لم يعودوا ملوك البحار كما كانوا في الماضي”، في إشارة إلى الدور البريطاني التاريخي في زرع العصابات الصهيونية في فلسطين، واصفًا استمرار لندن في دعم العدوّ بأنه امتداد طبيعي لإرثها الاستعماري ومظهر من مظاهر السقوط الأخلاقي.
وأشار إلى أن نشر هذه المشاهد يهدف إلى إيصال رسالة واضحة لكل من يعتقد أنه قادر على المراوغة أو التحايل لتقديم الدعم للعدو، من خلال تغيير وجهة الشحنات أو الأعلام أو وسائل النقل، مؤكداً أن القوات المسلحة اليمنية، وعلى رأسها القوات البحرية، لن تتهاون في التصدي لأي محاولات من هذا النوع.
وانتقد الديلمي بشدة الموقفين الرسمي والشعبي العربيين تجاه القضية الفلسطينية، معرباً عن أسفه لوجود سفارات لكيان العدوّ الصهيوني في عدد من الدول العربية، واستمرار العلاقات والزيارات المتبادلة، خاصة ما تقوم به الإمارات ومصر والأردن من أدوار وصفها بـ “الخطيرة” في دعم الكيان، بما في ذلك استقبال السفن الصهيونية في موانئ عربية.
وأوضح أن هذه الأنظمة باتت تمثل خط الدفاع الأول عن كيان العدوّ في المنطقة، بل وتحولت إلى “مراسلين” ينقلون الرسائل ويضغطون على الفلسطينيين بدلاً من دعمهم، في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني للمجازر والحصار والمجاعة.
وأشار إلى أن ما ذكره السيد القائد حول موضوع المقاطعة يجب أن يكون محل مراجعة جادة، لافتاً إلى أن المقاطعة الشعبية في الدول الغربية أصبحت أكثر فاعلية من تلك في العالم العربي، حيث باتت تضغط على حكوماتها بشكل كبير، فيما الأنظمة العربية تواصل تواطؤها وسكوتها.
وتساءل بأسف: “متى سيتحرك العالم العربي؟ متى؟ هل عندما يُباد الشعب الفلسطيني بالكامل؟”، مؤكداً أن “نقطة ضعفنا هي في عالمنا العربي، ونقطة قوة العدوّ الصهيوني كذلك تكمن في هذا الصمت والتخاذل”.
وشدّد عضو المكتب السياسي لأنصار الله على أن الضمانة الوحيدة لردع كيان العدوّ الصهيوني هي استمرار المقاومة، مشيرًا إلى أن ما تحقق من صمود وإنجازات ميدانية، سواء في فلسطين أو في البحر، يؤكد أن العدوّ بات يحسب للمقاومة ألف حساب.
وقال: “كلما زادت الخيانات العربية، زادت عزيمتنا، وكلما تمادى العدوّ، اشتد ردنا، ولن تمر خططهم ما دامت المقاومة حاضرة”، مشدداً على أن كلّ من يسهم في العدوان على فلسطين أو يمد العدوّ بأي شكل من أشكال الدعم، سيتلقى الرد المناسب.
ولخص حديثه بالقول: “عملية استهداف السفينة (ماجيك سيز) التي بثها الإعلام الحربي تمثل رسالة ردع حاسمة من اليمن لكل من يتعاون مع كيان العدوّ الصهيوني، خصوصاً بريطانيا، وتؤكد جاهزية القوات المسلحة اليمنية لفرض حصار بحري فعّال، وتدل على تصعيد استراتيجي في مواجهة الدعم الدولي للعدو، وأن أي تحايل أو تجاهل للتحذيرات سيقابل برد أقسى، مع بقاء المقاومة الضمانة الوحيدة لردع العدوّ وكسر تواطؤ الأنظمة العربية”.